
«النواب» الأميركي يصادق على مشروع قانون يمهّد لتخفيضات ضريبية واسعة
جدول المحتويات
وافق مجلس النواب الأميركي، الخميس، على مشروع ميزانية يمهّد لتنفيذ خطط الرئيس دونالد ترمب، بأغلبية ضئيلة، بعد مفاوضات شاقّة مع عدد من النواب الجمهوريين الرافضين للمشروع.
وكتب الرئيس على منصّته «تروث سوشيال»: «تهانينا لمجلس النواب على إقرار مشروع قانون يُمهّد الطريق لواحدة من أعظم وأهمّ التوقيعات في تاريخ بلادنا. من بين أمور أخرى كثيرة، ستكون هذه أكبر تخفيضات ضريبية وتنظيمية على الإطلاق. لنجعل أميركا عظيمةً من جديد!».
ويُمهّد إقرار مجلس النواب لخطة الميزانية الطريقَ لتمديد التخفيضات الضريبية التي أقرّها ترمب عام 2017، على الرغم من معارضة جميع الديمقراطيين، بالإضافة إلى جمهوريين اثنين، قلقين من أنها لا تُخفّض الإنفاق بشكل كافٍ.
وأفادت وكالة «رويترز» بأن تصويت مجلس النواب، بأغلبية 216 صوتاً مقابل 214، يُعدّ خطوةً تمهيديةً ولكنها ضرورية لتمكين الجمهوريين من تجاوز معارضة الديمقراطيين، وإقرار تشريع تخفيضات ضريبية في وقت لاحق من هذا العام.
وفيما سيبحث الجمهوريون تفاصيل هذه التخفيضات الضريبية خلال الأشهر المقبلة، يُعدّ التشريع الذي أُقرّ، الخميس، بمثابة مخطط ميزانية شامل، لا يتضمن سوى خطوط عريضة.
ويمدّد مشروع القانون التخفيضات الضريبية لعام 2017، والتي كانت الإنجاز التشريعي الرئيسي لترمب في ولايته الأولى. كما يقترح إعفاءات ضريبية إضافية لأجور العمل الإضافي، واستحقاقات الضمان الاجتماعي. ويقول محللون غير حزبيين إن ذلك قد يرفع تكلفة مشروع القانون إلى أكثر من 11 تريليون دولار.
ويعتزم الجمهوريون في الكونغرس أيضاً استخدام مخطط الميزانية لرفع سقف الدين الحكومي الفيدرالي، وهو ما يتعين عليهم القيام به بحلول وقت ما من هذا الصيف، أو المخاطرة بالتخلف عن سداد ديون البلاد البالغة 36.6 تريليون دولار.
خلافات جمهورية
وتُعدّ مصادقة مجلس النواب على التشريع نجاحاً لرئيسه، مايك جونسون، الذي عقد اجتماعات استمرّت عدّة ساعات، ليل الأربعاء إلى الخميس، لإقناع النواب المتمرّدين داخل حزبه. وكان النواب الجمهوريون المعترضون على الخطّة يرفضون تقديم تريليونات الدولارات كإعفاءات ضريبية دون تخفيضات أكبر في الإنفاق.
واضطر جونسون إلى التخلي عن الجلسة التي كانت مقررة الأربعاء، حيث رفض عشرات النواب الجمهوريين دعمه للمصادقة على خطة الميزانية، التي يصفها ترمب بـ«مشروع القانون الضخم والجميل»، وهو مشروع محوري في أجندته التي تتضمن تخفيضات ضريبية، وترحيلاً جماعياً للمهاجرين غير القانونيين، وتقليص حجم الحكومة الفيدرالية.
لكن صباح الخميس، صرّح جونسون، في مبنى الكابيتول إلى جانب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون، بأنهما يسيران على الطريق الصحيح، سعياً للحصول على تخفيضات في الإنفاق تصل إلى 1.5 تريليون دولار. وقال جونسون، الجمهوري عن ولاية لويزيانا، قبل بدء الجلسة: «أعتقد أن لدينا الأصوات اللازمة. سنتخذ الخطوة الكبيرة التالية»، كما نقل عنه تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».
بدوره، سعى ثون إلى طمأنة المشرّعين المتردّدين بأن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين متفقون مع مساعيهم لخفض الإنفاق. وقال: «سنبذل قصارى جهدنا بالتأكيد».
«كفوا عن التباهي!»
وكان ترمب قد وبّخ الجمهوريين خلال حفل عشاء رسمي لجمع التبرعات في المتحف الوطني للبناء، في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقال للجمهوريين: «أغمضوا أعينكم وانطلقوا». إلا أن الرئيس غيّر نبرته، الخميس، ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن الخطة «تسير على ما يرام». وقال ترمب: «أكبر تخفيضات ضريبية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية تقترب».
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان اثني عشر جمهورياً محافظاً معارضتهم للخطة. وقام العديد منهم بخطوة غير مألوفة، عبر التوجّه للقاء قادة الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ على انفراد، للإصرار على تخفيضات أكبر.
وبادر جونسون، مساء الأربعاء، إلى استدعاء مجموعة من الجمهوريين إلى غرفة اجتماعات خاصّة. وعقد اجتماعاً استمرّ طوال الليل، لمناقشة بدائل ممكنة لمشروع الميزانية. وكشف جونسون عن أنه تحدّث مع ترمب لمدة خمس دقائق في أثناء انعقاد اجتماع الحزب الجمهوري، مؤكّداً أن المشاركين في الاجتماع يحاولون تحديد الحد الأدنى للتخفيضات والادّخارات «الذي يُرضي الجميع».
مخاوف من اتساع العجز
أثارت خطّة الميزانية، التي أقرّها مجلس الشيوخ، نهاية الأسبوع الماضي، وصادق عليها النواب، الخميس، بعد ساعات من المفاوضات، حفيظة بعض النواب الجمهوريين المحافظين بسبب فشلها في تخفيض الإنفاق إلى مستوى يعتقدون أنه ضروري للمساعدة في منع ارتفاع العجز. وقال النائب تشيب روي، الجمهوري عن ولاية تكساس، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن «الحسابات غير منطقية».
في المقابل، انتقد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ بشدّة فكرة إعادة مجلس النواب نسخة معدلة، الأمر الذي قد يتطلب جلسة تصويت أخرى محتملة تستمرّ لعدّة ساعات. وقال ثون: «لا يمكننا (عقد) تصويت آخر، يُطيل أمد (تمرير الميزانية) إلى أجل غير مسمى».
من جهتهم، لم يكن لدى الديمقراطيين، وهم أقلية، ما يكفي من الأصوات لوقف المشروع، لكنهم حذّروا منه. وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، إن خطة ميزانية الجمهوريين متهورة وقاسية؛ لأنها تقترح خفض الميزانيات لمنح إعفاءات ضريبية للأثرياء. وصرّح: «نحن هنا لتوضيح الأمر. ارفعوا أيديكم عن الأميركيين العاديين الذين يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم».
ويتمثل جوهر إطار الميزانية في الجهود الجمهورية للحفاظ على الإعفاءات الضريبية التي أُقرت في عام 2017، خلال فترة ولاية ترمب الأولى، مع إمكانية إضافة إعفاءات جديدة وعد بها خلال حملته الانتخابية.
No Comment! Be the first one.