مع تسارع دمج الذكاء الإصطناعي التوليدي في جميع القطاعات، استثمرت شركات قانونية رائدة في أدوات الذكاء الإصطناعي التوليدي، وأنفقت ملايين الدولارات …
المستقبل الآن: الذكاء الإصطناعي التوليدي(Gen AI) ومهنة المحاماة
مع تسارع تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف القطاعات، استثمرت شركات قانونية رائدة مبالغ كبيرة في أدوات الذكاء الاصطناعي، موجهة هذه الاستثمارات لتسريع الإجراءات القانونية الروتينية، ومراجعة الوثائق، ودراسة القضايا. من بين هذه الشركات البارزة Baker McKenzie وLatham & Watkins وAllen & Overy التي تعتمد على أداة Harvey.
الاستثمار في التقنية القانونية
في جولة تمويلية حديثة، ارتفعت قيمة شركة EvenUp المتخصصة في الذكاء الاصطناعي القانوني إلى أكثر من مليار دولار. وتقدم EvenUp منتجات مصممة لتسريع صياغة ومراجعة الوثائق القانونية، معتمدة على نموذج مدرب للتعامل مع قضايا الإصابات الشخصية والسجلات الطبية.
في يناير 2024، نشرت LexisNexis تقريرًا استطلع آراء 216 من قادة مكاتب المحاماة الكبرى و50 مديرًا تنفيذيًا في الأقسام القانونية لشركات فورتشن 1000، وجاء فيه أن 47% من مكاتب المحاماة في الولايات المتحدة التي تضم 50 محاميًا أو أكثر، تقيّم الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي التوليدي (Gen AI) لتطوير خدماتها وتقليل التكاليف وتوفير الوقت المستغرق في المراجعات القانونية الروتينية. وأكد 80% من المديرين التنفيذيين المشاركين في التقرير على أهمية أدوات الذكاء الاصطناعي. كما أن 53% من مكاتب Am Law 200 – أبرز 200 مكتب محاماة في الولايات المتحدة – استثمرت في أدوات الذكاء الاصطناعي.
التحديات والمخاوف
رغم التوجه نحو تبني الذكاء الاصطناعي، ما تزال هناك مخاوف من الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمليات القانونية.
تقرير نقابة المحامين الدولية ومركز السياسات الرقمية
في سبتمبر 2024، أصدرت نقابة المحامين الدولية (IBA) بالتعاون مع مركز السياسات الرقمية تقريرًا بعنوان “المستقبل الآن: الذكاء الاصطناعي ومهنة المحاماة”، تناول التأثير المتوقع للذكاء الاصطناعي التوليدي على قطاع المحاماة. وتوقع التقرير أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تقليص الحاجة لبعض الوظائف الروتينية، وزيادة الطلب على الأدوار التي تتطلب مهارات تقنية وقانونية متقدمة، مما يحث الشركات على إعادة النظر في استراتيجيات التوظيف والتدريب.
وأوصت الرابطة بضرورة تبني مكاتب المحاماة للذكاء الاصطناعي، مع مراعاة التحديات المحتملة والأخطاء التي قد تعيق العمل. وشملت التوصيات أيضًا تحسين حوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي لضمان الامتثال للقوانين والأخلاقيات المهنية، وتقديم تدريب للمحامين لتطوير مهاراتهم في التعامل مع هذه التقنيات، ليس فقط لاستخدامها بشكل فعّال، ولكن أيضًا لفهم التحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بها.
مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي في مهنة المحاماة بالمملكة
مع اهتمام المملكة العربية السعودية بالذكاء الاصطناعي واستثمارها في التقنية لتحقيق رؤية 2030، تبدو مكاتب المحاماة السعودية في طريقها للاستثمار في التقنية القانونية واستخدام أدوات الذكاء التوليدي لتسريع العمل على المعاملات القانونية. ومن أبرز المبادرات القانونية في هذا المجال “عادل”، المساعد القانوني الذكي. ومن المتوقع أن تتبنى شركات ومكاتب المحاماة في السعودية أدوات ذكاء اصطناعي مختصة خلال السنوات المقبلة.
No Comment! Be the first one.