ألقى الدكتور الهادي بو حمرة، أمس الأربعاء، محاضرة في قاعة المحاضرات بمتحف ليبيا تناولت علاقة القانون بالأدب، حيث تطرق إلى الأسس والعناصر الأدبية التي يعتمد عليها المشتغلون في مجال القانون.

واستهل بو حمرة محاضرته، التي جاءت ضمن برنامج «ثنائيات» برعاية النيابة العامة، بالإشارة إلى المجالات المتشابكة مع علم القانون، ومنها علاقته بالشريعة من حيث مقاصدها وأحكامها. وأوضح أن هذه العلاقة تتعدى إلى جميع الشرائع الدينية، كما هو الحال في المسيحية. وأضاف بو حمرة «أتذكر عندما كنت أدرس في فرنسا، استمعنا إلى دراسة لنيل شهادة الماجستير عن الجذور الكاثوليكية للقانون الفرنسي».

– د. الهادي بوحمرة يكتب: رجل في دولتين
– النيابة العامة تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب لتعزيز الثقافة القانونية والوقاية من الجريمة

وأشار المحاضر إلى العلاقة البينية بين القانون وعلم الاجتماع، وأحد مظاهرها علم الاجتماع الجنائي. كما تطرق إلى علاقة القانون بعلم النفس، وأهم مظاهرها علم النفس الجنائي. وينسحب ذلك على علوم الاقتصاد وغيرها.

وحول ثنائية الأدب والقانون، أشار الدكتور بو حمرة إلى أن أولى السمات في هذا السياق هي علاقة القانون بالبيان وفصاحة اللسان وما يتعلق بصياغة النصوص القانونية والأحكام القضائية وفن المرافعة، إضافة إلى مهارة الإيضاح والإقناع.

وأضاف بو حمرة: «يترسخ في ذهنية الدارسين للقانون أنه لكي يكون القانوني ماهرًا، يجب أن يكون على وجه من الوجوه أديبًا أو قريبًا من الأدب، أي يجب ألا ينغلق القانوني في المدونات القانونية الفقهية، وعليه الانفتاح على الأعمال الأدبية. والمعروف أن أغلب المحامين المهرة قارئون للأدب».

أهمية الأدب في الصياغة القانونية
وأشار إلى أن الأدب يساعد القانوني في توظيف اللغة بشكل جيد، مما يتطلب وفرة الكلمات واستخدام المترادفات والصور البيانية والفنون البلاغية.

وأردف قائلاً: «تظهر الأهمية عند مقارنة نصوص بنصوص ومحاضر بمحاضر وأحكام بأحكام، حيث تبرز أهمية الأدب في الصياغة القانونية. إذ يشكل فقر الإلمام به ضبابية المعلومة ولا تعكس الواقع بشكل جيد، مما يؤثر في تحقيقات النيابة العامة ويؤثر كذلك في الأحكام القضائية».