تَصدّر البحرين عربياً لمؤشر القانون والنظام
إن الأمن والأمان هما ركيزتان أساسيتان في تطور الأوطان وفي نماء الشعوب وازدهارها وتقدمها، ولنا في بعض البلدان التي فقدت هاتين الركيزتين وما آلت إليه أوضاعهم رغم ما تملكه من موارد مالية، وهذا ما يؤكد على أن الأمن والأمان يأتيان في المرتبة الأولى قبل أي مطلب آخر. وهنا تجدر الإشارة إلى المنظمات والهيئات والشركات المتخصّصة العالمية التي تبحث في هذا الشأن وتُقدّم الدراسات العلمية والواقعية على كافة دول العالم، ومن بينها Gallup Global Safety Report التي تُعتبر من الهيئات المتخصّصة والرسمية التي تُقدّم بيانات دقيقة واستشارات وأبحاث واستطلاعات الرأي في هذا المجال، وهي رائدة في مجال الأبحاث والاستشارات، تأسّست عام 1935 وتهتم بإجراء استطلاعات الرأي العام وتحليل توجهات المجتمعات، إلى جانب إصدار تقارير دورية مرجعية، من أبرزها تقرير غالوب العالمي للقانون والنظام، الذي يقيس مؤشرات الثقة بالأمن والعدالة والشعور بالأمان في مختلف دول العالم.
عودة إلى ذي بدء، فإن تقرير هذه المنظمة الصادر في سبتمبر 2025 يعرض نتائج مؤشر القانون والنظام لعام 2024، حيث قامت بدراسة مؤشر الأمان في دول العالم عبر أربعة عناصر متمثلة في الشعور بالأمان ليلاً، والثقة بالشرطة، وتجارب السرقة والاعتداء، حيث تصدّرت البحرين هذا المؤشر عربياً بإحدى وتسعين نقطة من أصل مائة نقطة، وهي ليست مجرد نقاط وأرقام بل دلائل ومؤشرات تُبرز المستوى الأمني المتقدّم والمتطور الذي تنعم به المملكة، بالإضافة إلى عنصر مهم وبارز وهو ثقافة المواطن التي تتجلّى من خلال التعاون مع كافة الجهات الأمنية بكافة تشعباتها، ومدى قرب رجال الأمن من المواطنين والمقيمين والزوار، عبر الإدارات المجتمعية الحديثة التي أنشأتها وزارة الداخلية، والمعنية بالشراكة المجتمعية والتي كان لها الأثر البارز في الوصول إلى هذا المركز المتقدّم عالمياً وتَصدّر البلدان العربية الشقيقة.
إن لهذا الإنجاز دلالات عديدة، من أهمها قوة مؤسسات الدولة عبر تطبيقها للقانون والعدالة، ومدى التزامها بحفظ أمن وأمان المواطنين والمقيمين والزوار، ويعكس في الوقت ذاته الوعي المجتمعي والثقافة العالية التي وصل إليها المواطن في احترام النظام والالتزام بالقوانين، وهو الأمر الذي ينعكس إيجاباً على جودة الحياة ويعمل على تقوية الروابط المجتمعية في بيئة نظامية تطبّق العدالة.
إن لغة الأرقام وعالم تحليل البيانات لها حسابات دقيقة تطال كافة نواحي المجتمع، فإن نتائج هذا التقرير العالمي لها انعكاسات على عدة قطاعات حيوية، ومن أهمها جذب الاستثمارات الدولية، ودعم القطاعات السياحية وبالتالي تعزيز التنمية المستدامة، وهي ركائز أساسية في بناء الدولة وتطورها ولحقاها بالركب العالمي للدول المتقدمة.
وإن كانت هناك من كلمة شكر، فإننا نقدمها للمواطنين في المقام الأول، ولكافة الجهات التي ساهمت في تحقيق هذا المركز المتقدم عالمياً.
وكلمة شكر خاصة نقدّمها لوزارة الداخلية ولرجال الأمن فرداً فرداً على هذا المستوى المتقدّم في العمل الأمني والشرطي، وعلى نجاح مبادرة الشراكة المجتمعية التي بتنا نرى نجاحاتها عبر مختلف الدراسات الدولية.
No Comment! Be the first one.